نستكمل مقالتنا القيّمة
Buggy Boy: مغامرة سباقات مثيرة
في عام 1985، أطلق فريق Tatsumi لعبتهم الآسرة Buggy Boy، وهي عبارة عن لعبة سباق صحراوي مبهجة مخصصة لصالات الألعاب (الأركيد)، بينما عُرفت في أمريكا الشمالية تحت اسم Speed Buggy. تميزت النسخة الأصلية من اللعبة بكابينة قيادة فخمة ورحبة، احتوت على ثلاث شاشات بانورامية ساحرة، وهي تقنية مبتكرة استخدمت سابقًا في لعبة TX-1، ولكن Buggy Boy تجسدت بحجم كابينتها الأكبر والأكثر إثارة. وفي وقت لاحق من عام 1986، لاقت استحسانًا واسعًا نسخة مخصصة للشاشات الأحادية تحت اسم Buggy Boy Junior.
تتمحور فكرة اللعب حول إكمال أحد خمسة مضامير سباق في غضون أقصر فترة زمنية ممكنة، وتشمل هذه المضامير الشيقة: Offroad وNorth وEast وSouth وWest. يشتمل كل مضمار على خمس مراحل متتالية زاخرة بالعوائق والتحديات مثل الصخور الشامخة والجدران المتينة، ويُكافأ اللاعب بنقاط ثمينة عند المرور عبر بوابات محددة بعناية أو جمع الأعلام المرفرفة. يتميز مضمار Offroad عن بقية المضامير بكونه دائريًا بديعًا ويتطلب خمس لفات كاملة لإنهائه، في حين تعتمد باقي المضامير نظام الانطلاق من نقطة محددة والوصول إلى نقطة أخرى دون تكرار المسار.
يستطيع اللاعب المحترف ضرب الجذوع أو الحواجز الخشبية المصممة بإتقان كي تجعل السيارة الرياضية تقفز برشاقة فوق العقبات وتتحصل على نقاط إضافية براقة أثناء التحليق في الأجواء. إضافةً إلى ذلك، يمكن كسب المزيد من النقاط الثمينة عند قيادة السيارة على عجلتين فقط، مما يضفي لمسة استعراضية مدهشة إلى تجربة السباق المثيرة.
أشادت مجلة Game Machine اليابانية بلعبة Buggy Boy في عددها الصادر بتاريخ 1 سبتمبر 1985، حيث أدرجتها ضمن قائمة أكثر ألعاب الأركيد ذات التصميم العلوي شعبية، محتلةً المرتبة الثالثة المرموقة خلال الأسبوعين السابقين لذلك الإصدار. واصلت اللعبة مسيرتها الناجحة لتُصبح واحدة من أهم خمس ألعاب أركيد تحقيقًا للعائدات في اليابان لعام 1986 ضمن فئة الأجهزة القائمة أو ذات المقصورة المغلقة بتصميمها الفريد. وفي الولايات المتحدة، تألقت اللعبة تحت اسم Speed Buggy وحققت كذلك مركزًا ضمن أعلى خمس ألعاب أركيد مخصصة من حيث العائدات في نفس العام.
أشادت مجلة Computer and Video Games بلعبة الأركيد في مراجعة إيجابية، وأكدت أن من يتمتع بأعصاب قوية عليه أن يستعد لخوض "رحلة العمر" المليئة بالإثارة والتشويق مع هذه اللعبة المذهلة.
كما منحت مجلة Zzap!64 نسخة Commodore 64 من اللعبة وسام الذهب اللامع وتقييمًا عاليًا بلغ 97%، ووصفتها بأنها "لعبة سباقات مذهلة من النوع الذي يسبب الإدمان والمتعة المطلقة".
تم إدراج Buggy Boy ضمن قائمة الألعاب المختارة بعناية في كتاب "1001 لعبة فيديو يجب أن تلعبها قبل أن تموت" الصادر في عام 2010.
Enduro Racer: تحدي الإثارة على الطرق الوعرة
في عام 1986، أطلقت شركة Sega الشهيرة لعبة Enduro Racer في صالات الألعاب (الأركيد)، وقدمت نسختين فريدتين من كابينات اللعب: إحداهما للوقوف مزودة بمقود دراجة نارية حقيقي، والأخرى على شكل دراجة ترابية كاملة الحجم تزيد من واقعية التجربة. استُخدمت في تصميمها نفس المحركات واللوحة الإلكترونية المشابهة لما كان في لعبة Hang-On، ولهذا تُعد بمثابة نسختها الخاصة والمميزة لسباقات الطرق الوعرة. ولاحقًا، في عام 1987، لاقت اللعبة رواجًا واسعًا على أجهزة منزلية متنوعة مثل Master System وZX Spectrum وCommodore 64 وAmstrad CPC وAtari ST.
تركز اللعبة بشكل أساسي على سباقات الدراجات النارية المبهجة في بيئة مستوحاة من سباقات Enduro الشهيرة، حيث يقود اللاعب دراجة ترابية قوية عبر خمس مراحل مليئة بالمنعطفات الحادة والتضاريس المرتفعة والمنخفضة، ويتوجب عليه تفادي المتسابقين الآخرين الماهرين، بالإضافة إلى جذوع الأشجار المتناثرة والصخور الضخمة التي تظهر فجأة على الطريق أمامه. يحاكي أسلوب التحكم الواقع، حيث يعتمد على مقود دراجة نارية حقيقي يتضمن دواسة للسرعة وأخرى للفرامل لتوفير تجربة لعب غامرة. يمكن للاعب رفع المقود لأداء حركة Wheelie المذهلة ورفع العجلة الأمامية، وهي حركة ضرورية للغاية عند الهبوط بعد القفز فوق الحواجز، وإلا سيتعرض للسقوط المفاجئ.
خلال السباق المثير، تكون المنافسة الشرسة ضد الزمن، ويُحسب الوقت بدقة متناهية. التوقف الاضطراري نتيجة السقوط لا يُخصم من المؤقت، لكنه يُهدر وقتًا ثمينًا أثناء إعادة الانطلاق، مما يجعل القيادة الدقيقة والمتقنة جزءًا حاسمًا من النجاح في اللعبة.
عمل المطور المبدع Yu Suzuki في شركة Sega على لعبة Hang-On قبل أن يبدأ في تطوير لعبة Enduro Racer، وكانت هذه ثاني مشاريعه المبتكرة مع الشركة. بعد أن قرر تصميم لعبة سباقات دراجات نارية فريدة من نوعها، اضطر لاختيار نوع السباق المناسب للعبة. ونظرًا لأنه كان من أشد المعجبين بالدراجات الترابية ورياضات مثل موتوكروس وسباقات الإندورو المثيرة، فقد مال بشكل شخصي إلى هذه الأنواع. ومع ذلك، أشارت نتائج أبحاث السوق لدى Sega إلى أن سباقات الطرق من نوع GP 500 هي الأكثر شهرة على مستوى العالم، ولهذا وقع الاختيار على هذا النمط ليكون الأساس في لعبة Hang-On. وفي وقت لاحق، جاءت Enduro Racer لتمنح Yu Suzuki فرصة ذهبية لصناعة لعبة تركز بالكامل على سباقات الدراجات الترابية التي يعشقها بشغف.
نُقلت Enduro Racer إلى عدد كبير من الأجهزة المنزلية، من بينها Master System وCommodore 64 وZX Spectrum وAmstrad CPC وAtari ST، وقد تولت شركة Activision المرموقة مهمة نقل اللعبة إلى الحواسيب. احتوت نسخة Commodore 64 على أربع مراحل مليئة بالتحديات، وكانت المرحلتان الثالثة والرابعة عبارة عن نسخ أكثر صعوبة وإثارة من المرحلتين الأولى والثانية. أما نسخة ZX Spectrum فقد تميّزت بوجود خمسة مضامير مدهشة ودعم للعب التعاوني بين لاعبين. احتوى إصدار Master System الياباني على عشر مراحل مختلفة تمامًا، في حين أن الإصدارات الموجهة للأسواق الأخرى كانت تحتوي فقط على نصف هذا العدد، بسبب سعة الشريط التي لم تتجاوز 128 كيلوبايت مقارنة بـ256 كيلوبايت في النسخة اليابانية.